الخميس، 13 مارس 2014

تفسير سورة آل عمران من 1_25

-3 ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻮﺭﺓ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻋﺪﺩ ﺁﻳﺎﺗﻬﺎ
200 ) ﺁﻳﺔ 25-1 (
ﻭﻫﻲ ﻣﺪﻧﻴﺔ
ﻧﺰﻝ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻀﻊ ﻭﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﺁﻳﺔ ﻓﻲ
ﻣﺨﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺇﺑﻄﺎﻝ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ
ﻭﺩﻋﻮﺗﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺤﻖ
ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻛﻤﺎ ﻧﺰﻝ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﻓﻲ
ﻣﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ.
ﺑِﺴْﻢِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺍﻟﺮَّﺣْﻤَﻦِ ﺍﻟﺮَّﺣِﻴﻢِ
} 1 - 6 { } ﺍﻟﻢ * ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻟَﺎ ﺇِﻟَﻪَ ﺇِﻟَّﺎ ﻫُﻮَ ﺍﻟْﺤَﻲُّ
ﺍﻟْﻘَﻴُّﻮﻡُ * ﻧَﺰَّﻝَ ﻋَﻠَﻴْﻚَ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏَ ﺑِﺎﻟْﺤَﻖِّ
ﻣُﺼَﺪِّﻗًﺎ ﻟِﻤَﺎ ﺑَﻴْﻦَ ﻳَﺪَﻳْﻪِ ﻭَﺃَﻧْﺰَﻝَ ﺍﻟﺘَّﻮْﺭَﺍﺓَ
ﻭَﺍﻟْﺈِﻧْﺠِﻴﻞَ * ﻣِﻦْ ﻗَﺒْﻞُ ﻫُﺪًﻯ ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﻭَﺃَﻧْﺰَﻝَ
ﺍﻟْﻔُﺮْﻗَﺎﻥَ ﺇِﻥَّ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﺑِﺂﻳَﺎﺕِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻟَﻬُﻢْ
ﻋَﺬَﺍﺏٌ ﺷَﺪِﻳﺪٌ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﺰِﻳﺰٌ ﺫُﻭ ﺍﻧْﺘِﻘَﺎﻡٍ *
ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻟَﺎ ﻳَﺨْﻔَﻰ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﺷَﻲْﺀٌ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ
ﻭَﻟَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ * ﻫُﻮَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻳُﺼَﻮِّﺭُﻛُﻢْ
ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺣَﺎﻡِ ﻛَﻴْﻒَ ﻳَﺸَﺎﺀُ ﻟَﺎ ﺇِﻟَﻪَ ﺇِﻟَّﺎ ﻫُﻮَ
ﺍﻟْﻌَﺰِﻳﺰُ ﺍﻟْﺤَﻜِﻴﻢُ {
ﺍﻓﺘﺘﺤﻬﺎ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻹﺧﺒﺎﺭ
ﺑﺄﻟﻮﻫﻴﺘﻪ، ﻭﺃﻧﻪ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ
ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺘﺄﻟﻪ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﺪ ﺇﻻ ﻟﻮﺟﻬﻪ،
ﻓﻜﻞ ﻣﻌﺒﻮﺩ ﺳﻮﺍﻩ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻃﻞ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ
ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﻤﺘﺼﻒ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺟﻌﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻘﻴﻮﻣﻴﺔ،
ﻓﺎﻟﺤﻲ ﻣﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻠﺰﻣﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﻢ
ﻭﻻ ﺗﻜﻤﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﻻ ﺑﻬﺎ ﻛﺎﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﺒﺼﺮ
ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﺀ
ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻭﺍﻟﻌﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺮﺍﻡ } ﺍﻟﻘﻴﻮﻡ {
ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﺎﺳﺘﻐﻨﻰ ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ
ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ، ﻭﻗﺎﻡ ﺑﻐﻴﺮﻩ ﻓﺎﻓﺘﻘﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ
ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﻳﺠﺎﺩ ﻭﺍﻹﻋﺪﺍﺩ
ﻭﺍﻹﻣﺪﺍﺩ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﺪﺑﻴﺮ
ﺍﻟﺨﻼﺋﻖ ﻭﺗﺼﺮﻳﻔﻬﻢ، ﺗﺪﺑﻴﺮ ﻟﻸﺟﺴﺎﻡ
ﻭﻟﻠﻘﻠﻮﺏ ﻭﺍﻷﺭﻭﺍﺡ .
ﻭﻣﻦ ﻗﻴﺎﻣﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ ﺑﻬﻢ
ﺃﻥ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺃﺟﻞ
ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺃﻋﻈﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ
ﻓﻲ ﺇﺧﺒﺎﺭﻩ ﻭﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﻭﻧﻮﺍﻫﻴﻪ، ﻓﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ
ﺑﻪ ﺻﺪﻕ، ﻭﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻌﺪﻝ،
ﻭﺃﻧﺰﻟﻪ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻟﻴﻘﻮﻡ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺭﺑﻬﻢ
ﻭﻳﺘﻌﻠﻤﻮﺍ ﻛﺘﺎﺑﻪ } ﻣﺼﺪﻗﺎ ﻟﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ
{ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻤﺰﻛﻲ ﻟﻬﺎ،
ﻓﻤﺎ ﺷﻬﺪ ﻟﻪ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻝ، ﻭﻣﺎ ﺭﺩﻩ ﻓﻬﻮ
ﺍﻟﻤﺮﺩﻭﺩ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻄﺎﺑﻖ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻮﻥ،
ﻭﻫﻲ ﺷﺎﻫﺪﺓ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ، ﻓﺄﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺑﻜﺘﺒﻬﻢ ﺇﻥ ﻟﻢ
ﻳﺆﻣﻨﻮﺍ ﺑﻪ، ﻓﺈﻥ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﺑﻪ ﻳﻨﻘﺾ
ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺑﻜﺘﺒﻬﻢ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ } ﻭﺃﻧﺰﻝ
ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ { ﺃﻱ : ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻰ } ﻭﺍﻹﻧﺠﻴﻞ
{ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺴﻰ.
} ﻣﻦ ﻗﺒﻞ { ﺇﻧﺰﺍﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ } ﻫﺪﻯ ﻟﻠﻨﺎﺱ
{ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺭﺍﺟﻊ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ،
ﺃﻱ : ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﻧﺠﻴﻞ
ﻫﺪﻯ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻼﻝ، ﻓﻤﻦ ﻗﺒﻞ
ﻫﺪﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻤﻬﺘﺪﻱ، ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻘﺒﻞ
ﺫﻟﻚ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺿﻼﻟﻪ } ﻭﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ {
ﺃﻱ : ﺍﻟﺤﺠﺞ ﻭﺍﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻫﻴﻦ
ﺍﻟﻘﺎﻃﻌﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﺻﺪ
ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﺼﻞ ﻭﻓﺴﺮ ﻣﺎ
ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺣﺘﻰ ﺑﻘﻴﺖ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ
ﺟﻠﻴﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ، ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﻷﺣﺪ ﻋﺬﺭ ﻭﻻ
ﺣﺠﺔ ﻟﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻪ ﻭﺑﺂﻳﺎﺗﻪ، ﻓﻠﻬﺬﺍ
ﻗﺎﻝ } ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ { ﺃﻱ :
ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﻭﺿﺤﻬﺎ ﻭﺃﺯﺍﺡ ﺍﻟﻌﻠﻞ
} ﻟﻬﻢ ﻋﺬﺍﺏ ﺷﺪﻳﺪ { ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻗﺪﺭﻩ ﻭﻻ
ﻳﺪﺭﻙ ﻭﺻﻔﻪ } ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻳﺰ { ﺃﻱ : ﻗﻮﻱ
ﻻ ﻳﻌﺠﺰﻩ ﺷﻲﺀ } ﺫﻭ ﺍﻧﺘﻘﺎﻡ { ﻣﻤﻦ
ﻋﺼﺎﻩ.
} ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ
ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ { ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻴﻪ
ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺇﺣﺎﻃﺔ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺎﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻛﻠﻬﺎ،
ﺟﻠﻴﻬﺎ ﻭﺧﻔﻴﻬﺎ، ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﻭﺑﺎﻃﻨﻬﺎ، ﻭﻣﻦ
ﺟﻤﻠﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﺟﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻄﻮﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ
ﻳﺪﺭﻛﻬﺎ ﺑﺼﺮ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﻴﻦ، ﻭﻻ ﻳﻨﺎﻟﻬﺎ
ﻋﻠﻤﻬﻢ، ﻭﻫﻮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺪﺑﺮﻫﺎ ﺑﺄﻟﻄﻒ
ﺗﺪﺑﻴﺮ، ﻭﻳﻘﺪﺭﻫﺎ ﺑﻜﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ، ﻓﻠﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ
} ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻮﺭﻛﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺣﺎﻡ ﻛﻴﻒ
ﻳﺸﺎﺀ {
} ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻮﺭﻛﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺣﺎﻡ ﻛﻴﻒ
ﻳﺸﺎﺀ { ﻣﻦ ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﻧﺎﻗﺼﻪ،
ﻭﺣﺴﻦ ﻭﻗﺒﻴﺢ، ﻭﺫﻛﺮ ﻭﺃﻧﺜﻰ } ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ
ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ { ﺗﻀﻤﻨﺖ ﻫﺬﻩ
ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺇﻟﻬﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﻌﻴﻨﻬﺎ،
ﻭﺇﺑﻄﺎﻝ ﺇﻟﻬﻴﺔ ﻣﺎ ﺳﻮﺍﻩ، ﻭﻓﻲ ﺿﻤﻦ
ﺫﻟﻚ ﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ
ﺇﻟﻬﻴﺔ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ،
ﻭﺗﻀﻤﻨﺖ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﻭﻗﻴﻮﻣﻴﺘﻪ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ، ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻨﺘﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ، ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ
ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ، ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺭﺣﻤﺔ ﻭﻫﺪﺍﻳﺔ
ﻟﻠﻨﺎﺱ، ﻭﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﻣﻬﺘﺪ
ﻭﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻋﻘﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻬﺘﺪ ﺑﻬﺎ،
ﻭﺗﻘﺮﻳﺮ ﺳﻌﺔ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻭﻧﻔﻮﺫ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ
ﻭﺣﻜﻤﺘﻪ.
} 7 - 9 { } ﻫُﻮَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺃَﻧْﺰَﻝَ ﻋَﻠَﻴْﻚَ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏَ
ﻣِﻨْﻪُ ﺁﻳَﺎﺕٌ ﻣُﺤْﻜَﻤَﺎﺕٌ ﻫُﻦَّ ﺃُﻡُّ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ
ﻭَﺃُﺧَﺮُ ﻣُﺘَﺸَﺎﺑِﻬَﺎﺕٌ ﻓَﺄَﻣَّﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻓِﻲ
ﻗُﻠُﻮﺑِﻬِﻢْ ﺯَﻳْﻎٌ ﻓَﻴَﺘَّﺒِﻌُﻮﻥَ ﻣَﺎ ﺗَﺸَﺎﺑَﻪَ ﻣِﻨْﻪُ
ﺍﺑْﺘِﻐَﺎﺀَ ﺍﻟْﻔِﺘْﻨَﺔِ ﻭَﺍﺑْﺘِﻐَﺎﺀَ ﺗَﺄْﻭِﻳﻠِﻪِ ﻭَﻣَﺎ ﻳَﻌْﻠَﻢُ
ﺗَﺄْﻭِﻳﻠَﻪُ ﺇِﻟَّﺎ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻭَﺍﻟﺮَّﺍﺳِﺨُﻮﻥَ ﻓِﻲ ﺍﻟْﻌِﻠْﻢِ
ﻳَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﺁﻣَﻨَّﺎ ﺑِﻪِ ﻛُﻞٌّ ﻣِﻦْ ﻋِﻨْﺪِ ﺭَﺑِّﻨَﺎ ﻭَﻣَﺎ
ﻳَﺬَّﻛَّﺮُ ﺇِﻟَّﺎ ﺃُﻭﻟُﻮ ﺍﻟْﺄَﻟْﺒَﺎﺏِ * ﺭَﺑَّﻨَﺎ ﻟَﺎ ﺗُﺰِﻍْ
ﻗُﻠُﻮﺑَﻨَﺎ ﺑَﻌْﺪَ ﺇِﺫْ ﻫَﺪَﻳْﺘَﻨَﺎ ﻭَﻫَﺐْ ﻟَﻨَﺎ ﻣِﻦْ
ﻟَﺪُﻧْﻚَ ﺭَﺣْﻤَﺔً ﺇِﻧَّﻚَ ﺃَﻧْﺖَ ﺍﻟْﻮَﻫَّﺎﺏُ * ﺭَﺑَّﻨَﺎ
ﺇِﻧَّﻚَ ﺟَﺎﻣِﻊُ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻟِﻴَﻮْﻡٍ ﻟَﺎ ﺭَﻳْﺐَ ﻓِﻴﻪِ ﺇِﻥَّ
ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻟَﺎ ﻳُﺨْﻠِﻒُ ﺍﻟْﻤِﻴﻌَﺎﺩَ {
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻛﻠﻪ ﻣﺤﻜﻢ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ
ﺗﻌﺎﻟﻰ } ﻛﺘﺎﺏ ﺃﺣﻜﻤﺖ ﺁﻳﺎﺗﻪ ﺛﻢ ﻓﺼﻠﺖ
ﻣﻦ ﻟﺪﻥ ﺣﻜﻴﻢ ﺧﺒﻴﺮ { ﻓﻬﻮ ﻣﺸﺘﻤﻞ
ﻋﻠﻰ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻹﺗﻘﺎﻥ ﻭﺍﻹﺣﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ
ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ } ﻭﻣﻦ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻜﻤﺎ
ﻟﻘﻮﻡ ﻳﻮﻗﻨﻮﻥ { ﻭﻛﻠﻪ ﻣﺘﺸﺎﺑﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻭﺗﺼﺪﻳﻖ ﺑﻌﻀﻪ
ﻟﺒﻌﻀﻪ ﻭﻣﻄﺎﺑﻘﺘﻪ ﻟﻔﻈﺎ ﻭﻣﻌﻨﻰ، ﻭﺃﻣﺎ
ﺍﻹﺣﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻵﻳﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ } ﻣﻨﻪ
ﺁﻳﺎﺕ ﻣﺤﻜﻤﺎﺕ { ﺃﻱ : ﻭﺍﺿﺤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ،
ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺒﻬﺔ ﻭﻻ ﺇﺷﻜﺎﻝ } ﻫﻦ ﺃﻡ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ { ﺃﻱ : ﺃﺻﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻞ
ﻣﺘﺸﺎﺑﻪ، ﻭﻫﻲ ﻣﻌﻈﻤﻪ ﻭﺃﻛﺜﺮﻩ، } ﻭ {
ﻣﻨﻪ ﺁﻳﺎﺕ } ﺃﺧﺮ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺎﺕ { ﺃﻱ :
ﻳﻠﺘﺒﺲ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺫﻫﺎﻥ :
ﻟﻜﻮﻥ ﺩﻻﻟﺘﻬﺎ ﻣﺠﻤﻠﺔ، ﺃﻭ ﻳﺘﺒﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ
ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻓﻬﺎﻡ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻣﻨﻬﺎ،
ﻓﺎﻟﺤﺎﺻﻞ ﺃﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺁﻳﺎﺕ ﺑﻴﻨﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ
ﻟﻜﻞ ﺃﺣﺪ، ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ،
ﻭﻣﻨﻪ ﺁﻳﺎﺕ ﺗﺸﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ،
ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻪ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﺨﻔﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻠﻲ، ﻓﺒﻬﺬﻩ
ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻳﺼﺪﻕ ﺑﻌﻀﻪ ﺑﻌﻀﺎ ﻭﻻ ﻳﺤﺼﻞ
ﻓﻴﻪ ﻣﻨﺎﻗﻀﺔ ﻭﻻ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺍﻧﻘﺴﻤﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﻗﺘﻴﻦ } ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﻲ
ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺯﻳﻎ { ﺃﻱ : ﻣﻴﻞ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ
ﺑﺄﻥ ﻓﺴﺪﺕ ﻣﻘﺎﺻﺪﻫﻢ، ﻭﺻﺎﺭ ﻗﺼﺪﻫﻢ
ﺍﻟﻐﻲ ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭﺍﻧﺤﺮﻓﺖ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻋﻦ
ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻭﺍﻟﺮﺷﺎﺩ } ﻓﻴﺘﺒﻌﻮﻥ ﻣﺎ
ﺗﺸﺎﺑﻪ ﻣﻨﻪ { ﺃﻱ : ﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻢ
ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻭﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻪ،
ﻭﻳﻌﻜﺴﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻴﺤﻤﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻢ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻪ } ﺍﺑﺘﻐﺎﺀ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ { ﻟﻤﻦ
ﻳﺪﻋﻮﻧﻬﻢ ﻟﻘﻮﻟﻬﻢ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻪ ﺗﺤﺼﻞ
ﺑﻪ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻻﺷﺘﺒﺎﻩ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﻴﻪ،
ﻭﺇﻻ ﻓﺎﻟﻤﺤﻜﻢ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ﻟﻴﺲ ﻣﺤﻼ
ﻟﻠﻔﺘﻨﺔ، ﻟﻮﺿﻮﺡ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻴﻪ ﻟﻤﻦ ﻗﺼﺪﻩ
ﺍﺗﺒﺎﻋﻪ، ﻭﻗﻮﻟﻪ } ﻭﺍﺑﺘﻐﺎﺀ ﺗﺄﻭﻳﻠﻪ ﻭﻣﺎ
ﻳﻌﻠﻢ ﺗﺄﻭﻳﻠﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ { ﻟﻠﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ } ﺍﻟﻠﻪ { ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ } ﻭﻣﺎ
ﻳﻌﻠﻢ ﺗﺄﻭﻳﻠﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ { ﻗﻮﻻﻥ،
ﺟﻤﻬﻮﺭﻫﻢ ﻳﻘﻔﻮﻥ ﻋﻨﺪﻫﺎ، ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ
ﻳﻌﻄﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ } ﻭﺍﻟﺮﺍﺳﺨﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ {
ﻭﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻣﺤﺘﻤﻞ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﺇﻥ
ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻪ ﻋﻠﻢ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﻛﻨﻬﻪ ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ } ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ { ﻷﻥ
ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﺄﺛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﻠﻢ ﻛﻨﻬﻪ
ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻪ، ﻧﺤﻮ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﻛﻴﻔﻴﺘﻬﺎ، ﻭﺣﻘﺎﺋﻖ ﺃﻭﺻﺎﻑ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ
ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ، ﻓﻬﺬﻩ ﻻ
ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ
ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻷﻧﻪ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ
ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ، ﻛﻤﺎ ﺳﺌﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺣﻤﻪ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ } ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ
] ﺍﺳﺘﻮﻯ [ { ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ : ﻛﻴﻒ
ﺍﺳﺘﻮﻯ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ : ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺀ ﻣﻌﻠﻮﻡ،
ﻭﺍﻟﻜﻴﻒ ﻣﺠﻬﻮﻝ، ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ ﻭﺍﺟﺐ،
ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻨﻪ ﺑﺪﻋﺔ، ﻓﻬﻜﺬﺍ ﻳﻘﺎﻝ ﻓﻲ
ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻟﻤﻦ ﺳﺄﻝ ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴﺘﻬﺎ ﺃﻥ
ﻳﻘﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻔﺔ
ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ، ﻭﻛﻴﻔﻴﺘﻬﺎ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ، ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
ﺑﻬﺎ ﻭﺍﺟﺐ، ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺪﻋﺔ، ﻭﻗﺪ
ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺒﺮﻧﺎ ﺑﻜﻴﻔﻴﺘﻬﺎ،
ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣﺪ ﻟﻨﺎ،
ﻓﺄﻫﻞ ﺍﻟﺰﻳﻎ ﻳﺘﺒﻌﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ
ﺍﻟﻤﺸﺘﺒﻬﺎﺕ ﺗﻌﺮﺿﺎ ﻟﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ، ﻭﺗﻜﻠﻔﺎ
ﻟﻤﺎ ﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﻟﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻤﻪ، ﻷﻧﻪ ﻻ
ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﻮﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻴﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻭﻳﻜﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭﻳﺴﻠﻤﻮﻥ، ﻭﺇﻥ ﺃﺭﻳﺪ
ﺑﺎﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭﺍﻟﻜﺸﻒ ﻭﺍﻹﻳﻀﺎﺡ،
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻋﻄﻒ } ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﻮﻥ { ﻋﻠﻰ
} ﺍﻟﻠﻪ { ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺃﺧﺒﺮ ﺃﻥ ﺗﻔﺴﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻪ ﻭﺭﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻢ ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﻣﺎ
ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﻫﻮ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻭﺍﻟﺮﺍﺳﺨﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻳﻀﺎ،
ﻓﻴﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻭﻳﺮﺩﻭﻧﻬﺎ ﻟﻠﻤﺤﻜﻢ
ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ } ﻛﻞ { ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻪ
} ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻨﺎ { ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ
ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺗﻌﺎﺭﺽ ﻭﻻ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﺑﻞ ﻫﻮ
ﻣﺘﻔﻖ ﻳﺼﺪﻕ ﺑﻌﻀﻪ ﺑﻌﻀﺎ ﻭﻳﺸﻬﺪ
ﺑﻌﻀﻪ ﻟﺒﻌﺾ ﻭﻓﻴﻪ ﺗﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺻﻞ
ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻌﻪ
ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﺷﻜﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺠﻤﻞ
ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻪ، ﻋﻠﻤﻮﺍ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﺮﺩﻭﺩ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻢ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻤﻮﺍ ﻭﺟﻪ ﺫﻟﻚ. ﻭﻟﻤﺎ
ﺭﻏﺐ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
ﺑﺄﺣﻜﺎﻣﻪ ﻭﺯﺟﺮ ﻋﻦ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻪ ﻗﺎﻝ
} ﻭﻣﺎ ﻳﺬﻛﺮ { ﺃﻱ : ﻳﺘﻌﻆ ﺑﻤﻮﺍﻋﻆ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﻳﻘﺒﻞ ﻧﺼﺤﻪ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﺇﻻ } ﺃﻭﻟﻮﺍ
ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ { ﺃﻱ : ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺯﻳﻨﺔ ﻟﺐ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺧﻼﺻﺔ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ
ﺇﻟﻰ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ، ﻓﻴﺘﺬﻛﺮﻭﻥ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻌﻬﻢ
ﻓﻴﻔﻌﻠﻮﻧﻪ، ﻭﻣﺎ ﻳﻀﺮﻫﻢ ﻓﻴﺘﺮﻛﻮﻧﻪ، ﻭﺃﻣﺎ
ﻣﻦ ﻋﺪﺍﻫﻢ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻘﺸﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺣﺎﺻﻞ
ﻟﻪ ﻭﻻ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺤﺘﻪ، ﻻ ﻳﻨﻔﻌﻬﻢ ﺍﻟﺰﺟﺮ
ﻭﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﻟﺨﻠﻮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ .
ﺛﻢ ﺃﺧﺒﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ } ﺭﺑﻨﺎ ﻻ ﺗﺰﻍ
ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺇﺫ ﻫﺪﻳﺘﻨﺎ { ﺃﻱ : ﻻ ﺗﻤﻠﻬﺎ ﻋﻦ
ﺍﻟﺤﻖ ﺟﻬﻼ ﻭﻋﻨﺎﺩﺍ ﻣﻨﺎ، ﺑﻞ ﺍﺟﻌﻠﻨﺎ
ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﻴﻦ ﻫﺎﺩﻳﻦ ﻣﻬﺘﺪﻳﻦ، ﻓﺜﺒﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ
ﻫﺪﺍﻳﺘﻚ ﻭﻋﺎﻓﻨﺎ ﻣﻤﺎ ﺍﺑﺘﻠﻴﺖ ﺑﻪ
ﺍﻟﺰﺍﺋﻐﻴﻦ } ﻭﻫﺐ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻚ ﺭﺣﻤﺔ {
ﺃﻱ : ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺗﻮﻓﻘﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﺨﻴﺮﺍﺕ
ﻭﺗﻌﺼﻤﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺍﺕ } ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ
ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ { ﺃﻱ : ﻭﺍﺳﻊ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﻭﺍﻟﻬﺒﺎﺕ،
ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻢ ﺟﻮﺩﻙ ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻟﺒﺮﻳﺎﺕ .
} ﺭﺑﻨﺎ ﺇﻧﻚ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻴﻮﻡ ﻻ ﺭﻳﺐ
ﻓﻴﻪ ﺇﻧﻚ ﻻ ﺗﺨﻠﻒ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ { ﻓﻤﺠﺎﺯﻳﻬﻢ
ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺣﺴﻨﻬﺎ ﻭﺳﻴﺌﻬﺎ، ﻭﻗﺪ ﺃﺛﻨﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺴﺒﻊ
ﺻﻔﺎﺕ ﻫﻲ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺒﺪ :
ﺇﺣﺪﺍﻫﺎ : ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ
ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﺍﻟﻤﺒﻴﻦ ﻷﺣﻜﺎﻣﻪ
ﻭﺷﺮﺍﺋﻌﻪ، ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺍﻟﺮﺳﻮﺥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺪﺭ ﺯﺍﺋﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﺮﺍﺳﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻣﺤﻘﻘﺎ، ﻭﻋﺎﺭﻓﺎ ﻣﺪﻗﻘﺎ، ﻗﺪ ﻋﻠﻤﻪ
ﺍﻟﻠﻪ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺑﺎﻃﻨﻪ، ﻓﺮﺳﺦ ﻗﺪﻣﻪ
ﻓﻲ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻋﻠﻤﺎ ﻭﺣﺎﻻ ﻭﻋﻤﻼ،
ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ : ﺃﻧﻪ ﻭﺻﻔﻬﻢ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺠﻤﻴﻊ
ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭﺭﺩ ﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻬﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻜﻤﻪ، ﺑﻘﻮﻟﻪ
} ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺁﻣﻨﺎ ﺑﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻨﺎ {
ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ : ﺃﻧﻬﻢ ﺳﺄﻟﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ
ﻣﻤﺎ ﺍﺑﺘﻠﻲ ﺑﻪ ﺍﻟﺰﺍﺋﻐﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻓﻮﻥ،
ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ : ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﻬﻢ ﺑﻤﻨﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﺑﺎﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ } ﺭﺑﻨﺎ ﻻ ﺗﺰﻍ
ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺇﺫ ﻫﺪﻳﺘﻨﺎ { ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ : ﺃﻧﻬﻢ
ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺳﺄﻟﻮﻩ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻨﺔ
ﺣﺼﻮﻝ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ ﻭﺍﻧﺪﻓﺎﻉ ﻛﻞ ﺷﺮ،
ﻭﺗﻮﺳﻠﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ، ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ :
ﺃﻧﻪ ﺃﺧﺒﺮ ﻋﻦ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﻭﺇﻳﻘﺎﻧﻬﻢ ﺑﻴﻮﻡ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﺧﻮﻓﻬﻢ ﻣﻨﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ
ﺍﻟﻤﻮﺟﺐ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺮﺍﺩﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻟﻞ، ﺛﻢ
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
} 10 - 13 { } ﺇِﻥَّ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﻟَﻦْ ﺗُﻐْﻨِﻲَ
ﻋَﻨْﻬُﻢْ ﺃَﻣْﻮَﺍﻟُﻬُﻢْ ﻭَﻟَﺎ ﺃَﻭْﻟَﺎﺩُﻫُﻢْ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺷَﻴْﺌًﺎ
ﻭَﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﻫُﻢْ ﻭَﻗُﻮﺩُ ﺍﻟﻨَّﺎﺭِ * ﻛَﺪَﺃْﺏِ ﺁﻝِ ﻓِﺮْﻋَﻮْﻥَ
ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻣِﻦْ ﻗَﺒْﻠِﻬِﻢْ ﻛَﺬَّﺑُﻮﺍ ﺑِﺂﻳَﺎﺗِﻨَﺎ ﻓَﺄَﺧَﺬَﻫُﻢُ
ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺑِﺬُﻧُﻮﺑِﻬِﻢْ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﺷَﺪِﻳﺪُ ﺍﻟْﻌِﻘَﺎﺏِ * ﻗُﻞْ
ﻟِﻠَّﺬِﻳﻦَ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﺳَﺘُﻐْﻠَﺒُﻮﻥَ ﻭَﺗُﺤْﺸَﺮُﻭﻥَ ﺇِﻟَﻰ
ﺟَﻬَﻨَّﻢَ ﻭَﺑِﺌْﺲَ ﺍﻟْﻤِﻬَﺎﺩُ * ﻗَﺪْ ﻛَﺎﻥَ ﻟَﻜُﻢْ ﺁﻳَﺔٌ ﻓِﻲ
ﻓِﺌَﺘَﻴْﻦِ ﺍﻟْﺘَﻘَﺘَﺎ ﻓِﺌَﺔٌ ﺗُﻘَﺎﺗِﻞُ ﻓِﻲ ﺳَﺒِﻴﻞِ ﺍﻟﻠَّﻪِ
ﻭَﺃُﺧْﺮَﻯ ﻛَﺎﻓِﺮَﺓٌ ﻳَﺮَﻭْﻧَﻬُﻢْ ﻣِﺜْﻠَﻴْﻬِﻢْ ﺭَﺃْﻱَ ﺍﻟْﻌَﻴْﻦِ
ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻳُﺆَﻳِّﺪُ ﺑِﻨَﺼْﺮِﻩِ ﻣَﻦْ ﻳَﺸَﺎﺀُ ﺇِﻥَّ ﻓِﻲ ﺫَﻟِﻚَ
ﻟَﻌِﺒْﺮَﺓً ﻟِﺄُﻭﻟِﻲ ﺍﻟْﺄَﺑْﺼَﺎﺭِ {
ﻳﺨﺒﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺑﻪ ﻭﺑﺮﺳﻠﻪ،
ﺍﻟﺠﺎﺣﺪﻳﻦ ﺑﺪﻳﻨﻪ ﻭﻛﺘﺎﺑﻪ، ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺤﻘﻮﺍ
ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﺷﺪﺓ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺑﻜﻔﺮﻫﻢ ﻭﺫﻧﻮﺑﻬﻢ
ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻐﻨﻲ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﺎﻟﻬﻢ ﻭﻻ ﺃﻭﻻﺩﻫﻢ
ﺷﻴﺌﺎ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻳﺴﺘﺪﻓﻌﻮﻥ
ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﻜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ
} ﻧﺤﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻣﻮﺍﻻ ﻭﺃﻭﻻﺩﺍ ﻭﻣﺎ ﻧﺤﻦ
ﺑﻤﻌﺬﺑﻴﻦ { ﻓﻴﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﺒﺪﻭ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ
ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻳﺤﺘﺴﺒﻮﻥ } ﻭﺑﺪﺍ ﻟﻬﻢ ﺳﻴﺌﺎﺕ
ﻣﺎ ﻛﺴﺒﻮﺍ ﻭﺣﺎﻕ ﺑﻬﻢ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﻪ
ﻳﺴﺘﻬﺰﺅﻥ { ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻸﻭﻻﺩ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻗﺪﺭ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻨﻔﻊ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻠﻪ
ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ } ﻭﻣﺎ
ﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻢ ﻭﻻ ﺃﻭﻻﺩﻛﻢ ﺑﺎﻟﺘﻲ ﺗﻘﺮﺑﻜﻢ ﻋﻨﺪﻧﺎ
ﺯﻟﻔﻰ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﻭﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ ﻟﻬﻢ
ﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺑﻤﺎ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﻓﺎﺕ
ﺁﻣﻨﻮﻥ { ﻭﺃﺧﺒﺮ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻫﻢ ﻭﻗﻮﺩ
ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﺃﻱ : ﺣﻄﺒﻬﺎ، ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺃﺑﺪﺍ،
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ
ﺗﻐﻨﻲ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺷﻴﺌﺎ،
ﺳﻨﺘﻪ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ .
ﻛﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﻟﻔﺮﻋﻮﻥ ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ
ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﻋﻨﺔ ﺍﻟﻌﺘﺎﺓ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ
ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻟﻤﺎ ﻛﺬﺑﻮﺍ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺟﺤﺪﻭﺍ ﻣﺎ
ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﻋﺎﻧﺪﻭﺍ، ﺃﺧﺬﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ
ﺑﺬﻧﻮﺑﻬﻢ ﻋﺪﻻ ﻣﻨﻪ ﻻ ﻇﻠﻤﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺷﺪﻳﺪ
ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﺗﻰ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﻫﻮ
ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻧﻮﺍﻋﻬﺎ ﻭﺗﻌﺪﺩ
ﻣﺮﺍﺗﺒﻬﺎ
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ } ﻗﻞ { ﻳﺎ ﻣﺤﻤ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق