الثلاثاء، 4 مارس 2014

عثمان بن عفاف

ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﻔﺎن
ﺛﺎﻟﺚ اﻟﺨﻠﻔﺎء اﻟﺮاﺷﺪﻳﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﻨﺒﻲ
ﻫﻮ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﻔﺎن ﺑﻦ أﺑﻲ اﻟﻌﺎص ﺑﻦ أﻣﻴﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺷﻤﺲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﻣﻨﺎف ﺑﻦ ﻗﺼﻲ اﻟﻘﺮﺷﻲ
اﻷﻣﻮي ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻧﺴﺒﻪ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ ﻋﺒﺪ ﻣﻨﺎف .
ﻛﻨﻴﺘﻪ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠّﻪ وأﺑﻮ ﻋﻤﺮ وأﺷﻬﺮﻫﻤﺎ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .
وﻟﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﺎم اﻟﻔﻴﻞ ، أﻣﻪ أروى ﺑﻨﺖ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﺑﻨﺖ رﺑﻴﻌﺔ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ
ﺷﻤﺲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﻣﻨﺎف . وأﻣﻬﺎ اﻟﺒﻴﻀﺎء ﺑﻨﺖ ﺣﻜﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﻋﻤﺔ رﺳﻮل اﻟﻠّﻪ .
ﻛﺎن ﻋﺜﻤﺎن ﻗﺒﻞ أن ﻳﺴﻠﻢ ﺗﺎﺟﺮ ﺑﺰ وﻛﺎن ﻏﻨﻴﺎ ﻛﺮﻳﻤﺎ ﻣﺤﺒﺒﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ ﻟﻜﺮم أﺧﻼﻗﻪ وﻣﺤﺘﺮﻣﺎ ﻟﺪﻳﻬﻢ
ﺣﺘﻰ ﻗﻴﻞ إن اﻟﻤﺮأة ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻗﺺ ﺻﺒﻴﻬﺎ وﻫﻲ ﺗﻘﻮل :
أﺣﺒﻚ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺣﺐ ﻗﺮﻳﺶ ﻋﺜﻤﺎن .
ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻌﺚ اﻟﻨﺒﻲ إﻟﻰ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﻢ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ دﻋﺎﻫﻢ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ﻓﺄﺳﻠﻢ ﻓﺄﺣﺒﻪ اﻟﻨﺒﻲ وﺟﻌﻠﻪ
ﻣﻮﺿﻊ ﺛﻘﺘﻪ ، ﺛﻢ زوﺟﻪ اﺑﻨﺘﻪ رﻗﻴﺔ ﻓﻤﺎﺗﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻬﺠﺮة ﻓﺰوﺟﻪ ﺑﺎﺑﻨﺘﻪ اﻷﺧﺮى أم
ﻛﻠﺜﻮم وﻟﺬا ﺳﻤﻲ ذا اﻟﻨﻮرﻳﻦ . ﺛﻢ ﺗﻮﻓﻴﺖ أم ﻛﻠﺜﻮم ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﻟﻠّﻪ ﻟﻮ أن ﻟﻨﺎ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻟﺰوﺟﻨﺎك .
وروي أﻧﻪ ﻟﻤﺎ أﺳﻠﻢ أﺧﺬه ﻋﻤﻪ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻦ أﺑﻲ اﻟﻌﺎص ﺑﻦ أﻣﻴﺔ ﻓﺄوﺛﻘﻪ رﺑﺎﻃﺎ وﻗﺎل ﻟﻪ : ﺗﺮﻏﺐ ﻋﻦ
ﻣﻠﺔ آﺑﺎﺋﻚ إﻟﻰ دﻳﻦ ﻣﺤﺪث واﻟﻠّﻪ ﻻ أدﻋﻚ أﺑﺪا ﺣﺘﻰ ﺗﺪع ﻣﺎ أﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ .
ﻓﻘﺎل ﻋﺜﻤﺎن واﻟﻠّﻪ ﻻ أدﻋﻪ أﺑﺪا وﻻ أﻓﺎرﻗﻪ . ﻓﻠﻤﺎ رأى اﻟﺤﻜﻢ ﺻﻼﺑﺘﻪ ﻓﻲ دﻳﻨﻪ ﺗﺮﻛﻪ .
وﻟﻤﺎ اﺷﺘﺪت ﻗﺮﻳﺶ ﻓﻲ اﺿﻄﻬﺎد اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻫﺎﺟﺮ إﻟﻰ اﻟﺤﺒﺸﺔ ﻣﻊ رﻗﻴﺔ ﺑﻨﺖ رﺳﻮل اﻟﻠّﻪ ﻓﻜﺎن
أول ﻣﻦ ﻫﺎﺟﺮ ﺛﻢ ﻫﺎﺟﺮ اﻟﻬﺠﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .
ﺑﺬل ﻋﺜﻤﺎن ﻓﻲ ﻧﺼﺮة اﻹﺳﻼم ﻧﻔﺴﻪ وﻣﺎﻟﻪ وﺟﺎﻫﻪ ﺣﺘﻰ أﻧﻪ ﺣﻤﻞ ﻓﻲ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﺟﻴﺶ اﻟﻌﺴﺮة أﻟﻒ
ﺑﻌﻴﺮ وﺧﻤﺴﻴﻦ ﻓﺮﺳﺎ وﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺠﻴﺶ ﻣﺘﻮﺟﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﺒﻮك .
وﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺳﻤﺮة ﻗﺎل : ﺟﺎء ﻋﺜﻤﺎن إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺑﺄﻟﻒ دﻳﻨﺎر ﺣﻴﻦ ﺟﻬﺰ اﻟﻌﺴﺮة ﻓﻨﺜﺮﻫﺎ ﻓﻲ
ﺣﺠﺮه ﻓﺠﻌﻞ رﺳﻮل اﻟﻠّﻪ ﻳﻘﻠﺒﻬﺎ وﻳﻘﻮل ﻣﺎ ﺿﺮ ﻋﺜﻤﺎن ﻣﺎ ﻋﻤﻞ ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم ﻣﺎ ﺿﺮ ﻋﺜﻤﺎن ﻣﺎ ﻋﻤﻞ
ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم .
ﺛﻢ اﺷﺘﺮى ﺑﺌﺮ دوﻣﺔ ﺑﻌﺸﺮﻳﻦ أﻟﻒ درﻫﻢ ﻓﺠﻌﻠﻬﺎ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺴﺘﻘﻮن ﻣﻨﻬﺎ .
ﻟﻤﺎ ﺣﻀﺮت ﻋﻤﺮ اﻟﻮﻓﺎة أوﺻﻰ أن ﻳﺠﺘﻤﻊ اﻟﺴﺘﺔ اﻟﺮﺟﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻣﺎت رﺳﻮل اﻟﻠّﻪ وﻫﻮ ﻋﻨﻬﻢ راضٍ
وأن ﻳﻨﺘﺨﺒﻮا واﺣﺪا ﻣﻨﻬﻢ ، وﻫﻢ ﻋﻠﻲ وﻋﺜﻤﺎن وﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮف وﻃﻠﺤﺔ واﻟﺰﺑﻴﺮ وﺳﻌﺪ ﺑﻦ
أﺑﻲ وﻗﺎص وﺷﺮط أن ﻳﻜﻮن ﻣﻌﻬﻢ اﺑﻨﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠّﻪ وﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺷﻲء ﻏﻴﺮ اﻟﺸﻮرى .
ﻓﺎﺟﺘﻤﻌﻮا وﺗﻨﺎﺟﻮا ﺛﻢ ارﺗﻔﻌﺖ أﺻﻮاﺗﻬﻢ ﻓﻘﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻠّﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ : ﺳﺒﺤﺎن اﻟﻠّﻪ إن أﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻟﻢ
ﻳﻤﺖ ﺑﻌﺪ .
ﻓﺴﻤﻌﻬﺎ ﻋﻤﺮ ﻓﺎﻧﺘﺒﻪ ﻓﻘﺎل : أﻻ أﻋﺮﺿﻮا ﻋﻦ ﻫﺬا أﺟﻤﻌﻴﻦ ﻓﺈذا ﻣﺖ ﻓﺘﺸﺎوروا ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم وﻟﻴﺼﻞ
ﺑﺎﻟﻨﺎس ﺻﻬﻴﺐ وﻻ ﻳﺄﺗﻴﻦ اﻟﻴﻮم اﻟﺮاﺑﻊ إﻻ وﻋﻠﻴﻜﻢ أﻣﻴﺮ ﻣﻨﻜﻢ . وﻳﺤﻀﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠّﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻣﺸﻴﺮا
وﻻ ﺷﻲء ﻟﻪ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ، وﻃﻠﺤﺔ ﺷﺮﻳﻜﻜﻢ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ﻓﺈن ﻗﺪم ﻓﻲ اﻷﻳﺎم اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﺄﺣﻀﺮوه أﻣﺮﻛﻢ .
وﻣﻦ ﻟﻲ ﺑﻄﻠﺤﺔ ؟ ﻓﻘﺎل ﺳﻌﺪ ﺑﻦ أﺑﻲ وﻗﺎص أﻧﺎ ﻟﻚ ﺑﻪ وﻻ ﻳﺨﺎﻟﻒ إن ﺷﺎء اﻟﻠّﻪ .
ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺮ أرﺟﻮ أن ﻻ ﻳﺨﺎﻟﻒ إن ﺷﺎء اﻟﻠّﻪ وﻣﺎ أﻇﻦ أن ﻳﻠﻲ إﻻ أﺣﺪ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﻋﻠﻲ وﻋﺜﻤﺎن
ﻓﺈن وﻟﻲ ﻋﺜﻤﺎن ﻓﺮﺟﻞ ﻓﻴﻪ ﻟﻴﻦ وإن وﻟﻲ ﻋﻠﻲ ﻓﻔﻴﻪ دﻋﺎﺑﺔ وأﺣﺮ أن ﻳﺤﻤﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺤﻖ .
وإن ﺗﻮﻟﻮا ﺳﻌﺪا ﻓﺄﻫﻠﻬﺎ ﻫﻮ ، وإﻻ ﻓﻠﻴﺴﺘﻌﻦ ﺑﻪ اﻟﻮاﻟﻲ ، ﻓﺈﻧﻲ ﻟﻢ أﻋﺰﻟﻪ ﻋﻦ ﺧﻴﺎﻧﺔ وﻻ ﺿﻌﻒ . وﻧﻌﻢ
ذو اﻟﺮأي ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮف ﻣﺴﺪد رﺷﻴﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻠّﻪ ﺣﺎﻓﻆ ﻓﺎﺳﻤﻌﻮا إﻟﻴﻪ .
وﻗﺎل ﻷﺑﻲ ﻃﻠﺤﺔ اﻷﻧﺼﺎري : ﻳﺎ أﺑﺎ ﻃﻠﺤﺔ إن اﻟﻠّﻪ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻃﺎﻟﻤﺎ أﻋﺰ اﻹﺳﻼم ﺑﻜﻢ ﻓﺎﺧﺘﺮ ﺧﻤﺴﻴﻦ
رﺟﻼ ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر ﻓﺎﺳﺘﺤﺚ ﻫﺆﻻء اﻟﺮﻫﻂ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺘﺎروا رﺟﻼ ﻣﻨﻬﻢ .
وﻗﺎل ﻟﻠﻤﻘﺪاد ﺑﻦ اﻷﺳﻮد : إذا وﺿﻌﺘﻤﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﻔﺮﺗﻲ ﻓﺎﺟﻤﻊ ﻫﺆﻻء اﻟﺮﻫﻂ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺣﺘﻰ
ﻳﺨﺘﺎروا رﺟﻼ ﻣﻨﻬﻢ .
وﻗﺎل ﻟﺼﻬﻴﺐ : ﺻﻞ ﺑﺎﻟﻨﺎس ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم وأدﺧﻞ ﻋﻠﻴﺎ وﻋﺜﻤﺎن واﻟﺰﺑﻴﺮ وﺳﻌﺪا وﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ
ﻋﻮف وﻃﻠﺤﺔ إن ﻗﺪم وأﺣﻀﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠّﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ وﻻ ﺷﻲء ﻟﻪ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ وﻗﻢ ﻋﻠﻰ رؤوﺳﻬﻢ . ﻓﺈن
اﺟﺘﻤﻊ ﺧﻤﺴﺔ ورﺿﻮا رﺟﻼ وأﺑﻰ واﺣﺪ ﻓﺎﺷﺪخ رأﺳﻪ أو اﺿﺮب رأﺳﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ . وإن اﺗﻔﻖ أرﺑﻌﺔ
ﻓﺮﺿﻮا رﺟﻼ ﻣﻨﻬﻢ وﺛﻼﺛﺔ رﺟﻼ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺤﻜﻤﻮا ﻋﺒﺪ اﻟﻠّﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻓﻜﻮﻧﻮا ﻣﻊ اﻟﺬﻳﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﻋﺒﺪ
اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮف واﻗﺘﺘﻠﻮا اﻟﺒﺎﻗﻴﻦ إن رﻏﺒﻮا ﻋﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﺎس .
ﻓﺨﺮﺟﻮا ﻓﻘﺎل ﻋﻠﻲ ﻟﻘﻮم ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﻫﺎﺷﻢ : إن أﻃﻊ ﻓﻴﻜﻢ ﻗﻮﻣﻜﻢ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻨﻮا أﺑﺪا .
وﺗﻠﻘﺎه اﻟﻌﺒﺎس ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻋﻠﻲ : ﻋﺪﻟﺖ ﻋﻨﺎ . ﻓﻘﺎل وﻣﺎ ﻋﻠﻤﻚ ؟ ﻓﺈن ﻗﺮن ﺑﻲ ﻋﺜﻤﺎن وﻗﺎل ﻛﻮﻧﻮا ﻣﻊ
اﻷﻛﺜﺮ ﻓﺈن رﺿﻲ رﺟﻼن رﺟﻼ ورﺟﻼن رﺟﻼ ﻓﻜﻮﻧﻮا ﻣﻊ اﻟﺬﻳﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮف .
وﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺻﻬﺮ ﻋﺜﻤﺎن ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻔﺎن ﻓﻴﻮﻟﻴﻬﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﺜﻤﺎن أو ﻳﻮﻟﻴﻬﺎ ﻋﺜﻤﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ
ﻓﻠﻮ ﻛﺎن اﻵﺧﺮان ﻣﻌﻲ ﻟﻢ ﻳﻨﻔﻌﺎﻧﻲ ، ﺑﻞ إﻧﻲ ﻻ أرﺟﻮ إﻻ أﺣﺪﻫﻤﺎ .
ﻓﻘﺎل اﻟﻌﺒﺎس : ﻻ أدﻓﻌﻚ ﻓﻲ ﺷﻲء إﻻ رﺟﻌﺖ إﻟﻲ ّ ﻣﺴﺘﺄﺧﺮا ﺑﻤﺎ أﻛﺮه . أﺷﺮت ﻋﻠﻴﻚ ﻋﻨﺪ وﻓﺎة
رﺳﻮل اﻟﻠّﻪ أن ﺗﺴﺄﻟﻪ ﻓﻴﻤﻦ ﻳﻠﻲ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻓﺄﺑﻴﺖ وأﺷﺮت ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻴﻦ ﺳﻤﺎك ﻋﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﺸﻮرى أن
ﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﺄﺑﻴﺖ . اﺣﻔﻆ ﻋﻨﻲ واﺣﺪة . ﻛﻠﻤﺎ ﻋﺮض ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻘﻮم ﻓﻘﻞ ﻻ إﻻ أن ﻳﻮﻟﻮك واﺣﺬر
ﻫﺆﻻء اﻟﺮﻫﻂ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺰاﻟﻮن ﻳﺪﻓﻌﻮﻧﻨﺎ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻮم ﻟﻨﺎ ﺑﻪ ﻏﻴﺮﻫﻢ . وأﻳﻢ اﻟﻠّﻪ ﻻ
ﻳﻨﺎﻟﻪ إﻻ ﺑﺸﺮ ﻻ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﺧﻴﺮ .
ﻓﻘﺎل ﻋﻠﻲ : أﻣﺎ ﻟﺌﻦ ﺑﻘﻲ ﻋﺜﻤﺎن ﻷذﻛﺮﻧﻪ ﻣﺎ أﺗﻰ وﻟﺌﻦ ﻣﺎت ﻟﻴﺘﺪاوﻟﻨﻬﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ، وﻟﺌﻦ ﻓﻌﻠﻮا ﻟﻴﺠﺪوﻧﻲ
ﺣﻴﺚ ﻳﻜﺮﻫﻮن . واﻟﺘﻔﺖ ﻓﺮأى أﺑﺎ ﻃﻠﺤﺔ ﻓﻜﺮه ﻣﻜﺎﻧﻪ .
ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﻃﻠﺤﺔ : ﻟﻢ ﺗﺮع أﺑﺎ اﻟﺤﺴﻦ .
ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺎت ﻋﻤﺮ وأﺧﺮﺟﺖ ﺟﻨﺎزﺗﻪ ﺗﺼﺪى ﻋﻠﻲ وﻋﺜﻤﺎن أﻳﻬﻤﺎ ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ . ﻓﻘﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻛﻼ
ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺐ اﻷﻣﺮة ﻟﺴﺘﻤﺎ ﻣﻦ ﻫﺬا ﻓﻲ ﺷﻲء . ﻫﺬا إﻟﻰ ﺻﻬﻴﺐ ، اﺳﺘﺨﻠﻔﻪ ﻋﻤﺮ ﻳﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎس ﺛﻼﺛﺎ
ﺣﺘﻰ ﻳﺠﺘﻤﻊ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ إﻣﺎم .
ﻓﺼﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻬﻴﺐ .
ﻓﻠﻤﺎ دﻓﻦ ﻋﻤﺮ ﺟﻤﻊ اﻟﻤﻘﺪاد أﻫﻞ اﻟﺸﻮرى ﻓﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﺴﻮر ﺑﻦ ﻣﺨﺮﻣﺔ ، وﻳﻘﺎل ﻓﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﺎل ،
وﻳﻘﺎل ﻓﻲ ﺣﺠﺮة ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﺈذﻧﻬﺎ وﻫﻢ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻌﻬﻢ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ وﻃﻠﺤﺔ ﻏﺎﺋﺐ . وأﻣﺮوا أﺑﺎ ﻃﻠﺤﺔ أن
ﻳﺤﺠﺒﻬﻢ وﺟﺎء ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص واﻟﻤﻐﻴﺮة ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ ﻓﺠﻠﺴﺎ ﺑﺎﻟﺒﺎب ﻓﺤﺼﺒﻬﻤﺎ ﺳﻌﺪ وأﻗﺎﻣﻬﻤﺎ .
وﻗﺎل ﺗﺮﻳﺪان أن ﺗﻘﻮﻻ ﺣﻀﺮﻧﺎ وﻛﻨﺎ ﻓﻲ أﻫﻞ اﻟﺸﻮرى .
اﺟﺘﻤﻊ أﻫﻞ اﻟﺸﻮرى وﻛﺜﺮ ﺑﻴﻨﻬﻢ اﻟﻜﻼم ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﻃﻠﺤﺔ أﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻷن ﺗﺪاﻓﻌﻮﻫﺎ أﺧﻮف ﻣﻨﻲ ﻷن
ﺗﻨﺎﻓﺴﻮﻫﺎ . ﻻ واﻟﺬي ذﻫﺐ ﺑﻨﻔﺲ ﻋﻤﺮ ﻻ أزﻳﺪﻛﻢ ﻋﻠﻰ اﻷﻳﺎم اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺘﻲ أﻣﺮﺗﻢ . ﺛﻢ أﺟﻠﺲ ﻓﻲ
ﺑﻴﺘﻲ ﻓﺄﻧﻈﺮ ﻣﺎذا ﺗﺼﻨﻌﻮن<--// .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق