ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ
ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠّﻪ ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ
ﺩﻋﻲ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ
ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﺘﻬﻰ
ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ. ﺃﻣﺎ
ﺻﻨﺎﻋﺘﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﺗﺎﺟﺮﺍ ﻭﺑﻘﻲ ﻛﺬﻟﻚ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ .
ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﻣﺸﻬﻮﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ
ﺑﺎﻟﺸﺪﺓ ﻭﻋﺰﺓ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﻭﺍﻟﻤﻨﻌﺔ ﻋﻠﻰ
ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻏﻨﻴﺎ . ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﻋﻰ
ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻷﺑﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﺻﻐﻴﺮ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ
ﻳﻮﻣﺎ ﻭﻗﺪ ﻣﺮ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﺍﺳﻤﻪ ﺿﺤﻴﺎﻥ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻭﻟﻰ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ.
» ﻛﻨﺖ ﺃﺭﻋﻰ ﻟﻠﺨﻄﺎﺏ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ
ﻓﻜﺎﻥ ﻓﻈﺎ ﻏﻠﻴﻈﺎ ﻓﻜﻨﺖ ﺃﺭﻋﻰ
ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻭﺃﺣﺘﻄﺐ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ
ﺃﺿﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻴﺲ ﻓﻮﻗﻲ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ
ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ.
ﻭﻗﺪ ﺃﻋﺰ ﺍﻟﻠّﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺈﺳﻼﻡ
ﻋﻤﺮ . ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺒﻞ ﺇﺳﻼﻣﻪ
ﻳﺠﺘﻤﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻷﺭﻗﻢ
ﻣﺴﺘﺨﻔﻴﻦ ﻟﺸﺪﺓ ﻗﺮﻳﺶ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺧﻴﺮﺍ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﺑﺈﺳﻼﻡ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﻤﺮﻳﻦ ﻭﻫﻤﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ
ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻭﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻫﺸﺎﻡ ﺃﻋﻨﻲ
ﺃﺑﺎ ﺟﻬﻞ.
ﻓﺄﺳﻠﻢ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻟﻤﻀﻲ
ﺳﺖ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ.
ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠّﻪ، ﻋﻼﻡ
ﻧﺨﻔﻲ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ
ﻭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠّﻪ ﻗﻠﻴﻞ ﻋﺪﻳﺪﻧﺎ ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﺎ
ﻟﻘﻴﻨﺎ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﻤﺮ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺜﻚ
ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺠﻠﺲ ﺟﻠﺴﺖ ﻓﻴﻪ
ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﺇﻻ ﺟﻠﺴﺖ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ . ﺛﻢ
ﺧﺮﺝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠّﻪ ﻓﻲ ﺻﻔﻴﻦ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺣﻤﺰﺓ ﻓﻲ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻭﻋﻤﺮ
ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮ ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ
ﻓﻨﻈﺮﺕ ﻗﺮﻳﺶ ﺇﻟﻰ ﺣﻤﺰﺓ ﻭﻋﻤﺮ
ﻓﺄﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ﻛﺂﺑﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ.
ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺳﻤﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠّﻪ
ﻋﻤﺮ ﺑﺎﻟﻔﺎﺭﻭﻕ ﻷﻧﻪ ﺃﻇﻬﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﻭﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ.
ﻟﻤﺎ ﺃﺳﻠﻢ ﻋﻤﺮ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻗﺪ
ﺍﻧﺘﺼﻒ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻨﺎ ﻭﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠّﻪ
} ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺣﺴﺒﻚ ﺍﻟﻠّﻪ ﻭﻣﻦ
ﺍﺗﺒﻌﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ { ﺍﻷﻧﻔﺎﻝ :
64 .
ﺻﺤﺐ ﻋﻤﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠّﻪ ﺃﺣﺴﻦ
ﺻﺤﺒﺔ ﻭﺑﺬﻝ ﻓﻲ ﻧﺼﺮﻩ ﻣﺎﻟﻪ
ﻭﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺟﺎﻫﺮ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﺣﺘﻰ
ﺃﻋﺰﻩ. ﻭﻟﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺑﺎﻟﻬﺠﺮﺓ
ﻫﺎﺟﺮ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﺴﺘﺨﻔﻴﻦ
ﺇﻻ ﻋﻤﺮ. ﻓﺈﻧﻪ ﻟﺸﺪﺓ ﺑﺄﺳﻪ ﻫﺎﺟﺮ
ﻋﻠﻰ ﻣﻸ ﻗﺮﻳﺶ، ﻓﺘﻘﻠﺪ ﺳﻴﻔﻪ
ﻭﺗﻨﻜﺐ ﻗﻮﺳﻪ ﻭﺍﻧﺘﻀﻰ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ
ﺍﺳﻬﻤﺎ ﻭﺍﺧﺘﺼﺮ ﻋﻨﺰﺗﻪ ﻭﻣﻀﻰ ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﻸ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﺑﻔﻨﺎﺋﻬﺎ،
ﻓﻄﺎﻑ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ﺳﺒﻌﺎ ﺛﻢ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ
ﻓﺼﻠﻰ ﻣﺘﻤﻜﻨﺎ ﺛﻢ ﻭﻗﻒ ﻋﻠﻰ
ﺣﻠﻘﺎﺕ ﻗﺮﻳﺶ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻮﺍﺣﺪﺓ
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ: ﺷﺎﻫﺖ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻻ ﻳﺮﻏﻢ
ﺍﻟﻠّﻪ ﺇﻻ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻃﺲ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ
ﺗﺜﻜﻠﻪ ﺃﻣﻪ ﻭﻳﺆﺗﻢ ﻭﻟﺪﻩ ﻭﺗﺮﻣﻞ
ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻓﻠﻴﻠﻘﻨﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ .
ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ، ﻓﻤﺎ ﺗﺒﻌﻪ
ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ
ﻋﻠﻤﻬﻢ ﻭﺃﺭﺷﺪﻫﻢ ﻭﻣﻀﻰ ﻟﻮﺟﻬﻪ.
ﺃﻣﻀﻰ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺃﻳﺎﻡ
ﺻﺤﺒﺘﻪ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠّﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ
ﻋﻨﻪ ﻭﺑﺬﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ
ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ
ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻭﺷﺪﺓ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺼﺪﺭ
ﺇﻻ ﻣﻤﻦ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻠّﻪ ﺻﺪﺭﻩ ﻟﻺﺳﻼﻡ
ﻓﻬﻮ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﺭ ﻣﻦ ﺭﺑﻪ
الأحد، 9 مارس 2014
الخليفه عمر بن الخطاب
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق