رجال خالدون
___________
ﺻﻬﻴﺐ ﺑﻦ ﺳﻨﺎﻥ
**********
ﺃﺑﻮ ﻳﺤﻲ ﺍﻟﻨﻤﺮﻱ . ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﺮ ﺑﻦ ﻗﺎﺳﻂ .
ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﺮﻭﻣﻲ، ﻷﻧﻪ ﺃﻗﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻣﺪﺓ .
ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ، ﻭﺃﺻﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ ،
ﺳﺒﻲ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻧﻴﻨﻮﻯ ، ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ
ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻩ ﺃﻭ
ﻋﻤﻪ ، ﻋﺎﻣﻼً ﻟﻜﺴﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﻠﺔ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ
ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺩﺟﻠﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ، ﻭﻗﻴﻞ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ، ﻓﺄﻏﺎﺭﺕ ﻋﻠﻰ
ﺑﻼﺩﻫﻢ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻓﺄﺳﺮﺗﻪ ﻭﻫﻮ ﺻﻐﻴﺮ ، ﻓﺄﻗﺎﻡ
ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺣﻴﻨﺎً ، ﺛﻢ ﺍﺷﺘﺮﺗﻪ ﺑﻨﻮ ﻛﻠﺐ ﻓﺤﻤﻠﻮﻩ
ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ، ﻓﺎﺷﺘﺮﺍﻩ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺟﺪﻋﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ ﺍﻟﺘﻴﻤﻲ ، ﻓﺄﻋﺘﻘﻪ
ﻭﺃﻗﺎﻡ ﺑﻤﻜﺔ .
ﻛﺎﻥ ﺃﺣﻤﺮ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ، ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻄﻮﻳﻞ
ﻭﻻ ﺑﺎﻟﻘﺼﻴﺮ ، ﺃﻗﺮﻥ ﺍﻟﺤﺎﺟﺒﻴﻦ ، ﻛﺜﻴﺮ
ﺍﻟﺸﻌﺮ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻓﻴﻪ ﻋﺠﻤﺔ
ﺷﺪﻳﺪﺓ .
ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺁﻣﻦ ﺑﻪ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻤﻦ ﺃﺳﻠﻢ ﻗﺪﻳﻤﺎً ﻫﻮ ﻭﻋﻤﺎﺭ
ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﻌﺪ
ﺑﻀﻌﺔ ﻭﺛﻼﻳﻦ ﺭﺟﻼً .
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺬﺑﻮﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ .
ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﺍﻟﺒﺪﺭﻳﻴﻦ ، ﻭﻛﺎﻥ
ﻓﺎﺿﻼً ﻭﺍﻓﺮ ﺍﻟﺤﺮﻣﺔ .
ﻭﻟﻤﺎ ﻃﻌﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﺳﺘﻨﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﻖ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻋﻠﻰ
ﺇﻣﺎﻡ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻠﻲ
ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻴﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻟﻲ
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺻﺎﺣﺒﺎً .
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮﺻﻮﻓﺎً ﺑﺎﻟﻜﺮﻡ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺣﺔ ، ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻤﻦ ﺍﻋﺘﺰﻝ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ، ﻭﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ
ﺷﺄﻧﻪ .
ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ( ﺻﻬﻴﺐ ﺳﺎﺑﻖ ﺍﻟﺮﻭﻡ ) ،
ﻭﺟﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺟﻴﺪ ﻣﻦ
ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﺃﻣﺎﻣﺔ ﻭﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ،
ﻭﺃﻡ ﻫﺎﻧﺊ .
ﻫﺎﺟﺮ ﺑﻌﺪ ﻫﺠﺮﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺄﻳﺎﻡ . ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ : ﺃﻥ ﺻﻬﻴﺒﺎً
ﺣﻴﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ، ﻗﺎﻝ ﻟﻪ
ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ : ﺃﺗﻴﺘﻨﺎ ﺻﻌﻠﻮﻛﺎً ﺣﻘﻴﺮﺍً ﻓﺘﻐﻴﺮ
ﺣﺎﻟﻚ ! ﻗﺎﻝ : ﺃﺭﺃﻳﺘﻢ ﺇﻥ ﺗﺮﻛﺖ ﻣﺎﻟﻲ ،
ﺃﻣﺨﻠﻮﻥ ﺃﻧﺘﻢ ﺳﺒﻴﻠﻲ ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ :
ﻧﻌﻢ . ﻓﺨﻠﻊ ﻟﻬﻢ ﻣﺎﻟﻪ . ﻓﺒﻠﻎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ : ( ﺭﺑﺢ ﺻﻬﻴﺐ !
ﺭﺑﺢ ﺻﻬﻴﺐ ) .
ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻫﺠﺮﺗﻪ ﻫﺬﻩ ( ﻭﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﺸﺮﻱ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﺑﺘﻐﺎﺀ ﻣﺮﺿﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺭﺅﻭﻑ ﺭﺣﻴﻢ ) .
ﻋﻦ ﺻﻬﻴﺐ ﻗﺎﻝ : ﻗﺪﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺒﺎﺀ ، ﻭﻗﺪ ﺭﻣﺪﺕ
ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺟﻌﺖ ، ﻭﺑﻴﻦ
ﻳﺪﻳﻪ ﺭﻃﺐ ، ﻓﻮﻗﻌﺖ ﻓﻴﻪ . ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﻳﺎ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ : ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺻﻬﻴﺒﺎً ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﺮﻃﺐ
ﻭﻫﻮ ﺃﺭﻣﺪ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻲ ﺫﻟﻚ . ﻗﻠﺖ : ﺇﻧﻤﺎ
ﺁﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻖ ﻋﻴﻨﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ . ﻓﺘﺒﺴﻢ .
ﺷﻬﺪﺍ ﺑﺪﺭﺍً ﻭﺃﺣﺪﺍً ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﻤﺎ .
ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺬ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺃﻥ ﺳﻠﻤﺎﻥ ، ﻭﺻﻬﻴﺒﺎً ،
ﻭﺑﻼﻻً ، ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﻌﻮﺩﺍً ، ﻓﻤﺮ ﺑﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎﻥ ،
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻣﺎ ﺃﺧﺬﺕ ﺳﻴﻮﻑ
ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﻖ ﻋﺪﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺄﺧﺬﻫﺎ ﺑﻌﺪ . ﻓﻘﺎﻝ
ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ : ﺃﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﺸﻴﺦ ﻗﺮﻳﺶ
ﻭﺳﻴﺪﻫﺎ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻓﺄﺧﺒﺮ ﺑﺬﻟﻚ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ . ﻓﻘﺎﻝ ( ﻳﺎ ﺃﺑﺎ
ﺑﻜﺮ ، ﻟﻌﻠﻠﻚ ﺃﻏﻀﺒﺘﻬﻢ ، ﻟﺌﻦ ﻛﻨﺖ
ﺃﻏﻀﺒﺘﻬﻢ ، ﻟﻘﺪ ﺃﻏﻀﺒﺖ ﺭﺑﻚ ) .
ﻓﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻬﻢ ، ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻱ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ، ﻟﻌﻠﻜﻢ
ﻏﻀﺒﺘﻢ ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻻ ﻳﺎ ﺃﺑﺎﺑﻜﺮ : ﻳﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ
ﻟﻚ .
ﻣﺎﺕ ﺻﻬﻴﺐ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺳﻨﺔ ﺛﻤﺎﻥ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ
ﻋﻦ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺳﻨﺓ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق